خيبة امل (بقلمي)

خيبة امل

هي كل ما تبقى بيني وبينك


ستشعر بها واشعر بها

كلانا قد خاب امله في الاخر

وكلانا ناقم على الاخر

وكلانا يحمل من اللوم والعتب على الاخر

ومن منا الصواب

فكلانا يرى الاخر انه على خطأ

ويبقى ميزان العقل هو من يرجح كفة الاخر على الاخر

ففي كفتك

ستجد خطيئة الغياب

هي كل ما يطلق شرار غضبك

وهي كل ما يخرج كبت صمتك

وهي كل مالديك ضد متهم تراشقت عليه التهم

وانه سبب كل ماتعانيه من الم

لانه قد سجل في قائمة المتغيبين

وحجة الغياب هي التهمة التي اورثتك خيبة الامل

ونتج عنها الكثير من العتب والغضب

ولست ممن يطلب سبعين عذرا

ساكتفي بواحد او اثنين

قد تدحض تلك التهم

لان اساس الصداقة الحقيقة يا سيدي

ثقة مستحقة

ليست هبة ولا تكرما

بل استحقاق منحته لنا اخلاق ممارسة وصدق حقيقي غير مختلق

وطالما ان الثقة هي الاساس

سيغفر ذنب ذلك الغياب

اما كفتي

فستحمل الكثير من الكثير

خيبة امل في ثقة لم تعد ذا قيمة ووزن

طالما انك بكل عتب ونقم تعود الى حيث بدأنا

ولست تحمل لي في قلبك يا صديقي ما يشفع لي بتلك الثقة التي لم افعل ما يشوبها

وخيبة امل في ان ما كنت اظنه مني حرصا واحترازا لحقوقك وخصوصياتك فسر انه اهملا وتقاعسا

وخيبة امل في تاويلك الاحداث على غير مسماها

وخيبة امل في انفعلاتك التي وصلت حد التشكيك والتهجم

وخيبة امل في كوني سببا في احباطك وتلبسك بحزن مقيت لا ينفك عنك ومنك

كفتان غير متساويتان

وخيبة امل متوقعة

هكذا معظم علاقتنا الاخوية او ما اسست على نهج الصداقة

نتعمق بالعتاب

فنصل الى حد القطيعة والنفور

لسنا ممن يفسر الغياب الا بالتجاهل والتعمد وكل الظنون السيئة

ولا نعترف بأنه قد ينجم عن ظروف قاهرة او مما يجبر المتغيب على ذلك

ولسنا ممن يبقي للثقة هيبتها بعد ان وهبناها باستحقاق مطلق وبعد جهد جهيد لمن يستحقها ثم وبظروف غامضة نسحب تلك الثقة وكأنها لم تك

ولسنا ممن يعذر ويسامح ويصفح ويبرر بل نتخذ موقف الهجوم المضاد والذي يدحض كل الاعذار مهما كانت صادقة التعابير

المشكلة تكمن هنا

في قلب اورثته المشاكل والهموم حدة الطبع


واصبحت العاطفة فيه شبه مقتولة

واصبحت مساراتنا العاطفية لاتحمل نبل التعامل من سمو وتسامح وقبول للمستجدات

نفسر ونؤل ما نريد كيفما نريد

اتصال لم يجب صاحبه اهمال

رسالة لم يرد عليها المرسل اليه تكبر وتجاهل

عدم حضور مناسبة تقصد وتعمد

اصبحنا نملك قلوبا مشوهه

تعربد وتزمجر

تفتقد الى لباقة التعامل

وما النتيجة


خيبل امل

وفشل

ونفور

ومجاملات تبقي على ما بقي من تلك العلاقة حتى لا تموت

وحين يحين الجد

تبدأ الاعذار

والتأسف بوضع ذليل

رغبة في استدراك ما فات

بعد ان يصاب القلب بالضجر

والعلاقة بالفتور

بل الجمود والتراخي

لتضعف اواصرها

ويفشل احدهم في احياء ما آل الى الموت

لتضيع سدى كل المحاولات

في العودة من جديد

كثيرة هي تلك اللحظات يا سيدي

فقدنا الكثير من الاسماء

ولا نجزم ايهم كان المتسبب

ولكنني اجزم ..انه بقليل من الثقة والنقاء وحسن الظن

سنتجنب كل تلك المعارك العاطفية

التي تثار بين الاصدقاء

ولا اظن

ان الحليم ..المتسامح ..الراقي بخلقه وعقله سيخسر

او سيضطر ان يقع في فخ تلك المشاحنات

خيبة امل

ستمحق كل مافات

وتمحو كل الذكريات

حتى الجميل منها لاننا تشبعنا سوءا

وارتضينا للتزمت بالاراء والحكم بالاهواء ان يسير الكثير من تعاملاتنا


والنتيجة

خيبة امل لا علاج لها الا الرحيل

همسة السطر الاخير..القلوب الملوثة ..لا تورث الا علاقات ملوثة

خالد10 بقلمي