وصايا امي بقلمي

وصايا امي

انا من كنت التقي بامي

كنا في نفس المنزل

ولكننا لم نك نلتقي

كانت العابي اولى باهتمامي

كانت تسرق اللحظات لنلتقي

وكنت اسابق الوقت لنفترق

فلدي الاهم أو ماكنت احسبه الاهم

كانت وعقب صلاة العشاء

ترتدي ثوب صلاتها

تجلس وكانها تدرك انني قادم مع ابي

حين كانت تناديني

كانت تحاول جاهدة ان تقنعني بالحضور

تستلطف عباراتها مسمعي الذي قد تعود عليها

تعال هنا يا حبيبي

كنت ذلك الحبيب الذي ضمن بحبه قلب امه

فاصبح يتعالى

اتعجلها بالقبل والاحتضان

لاجري سريعا الى غرفة العابي

التقيها بشوق

كانت وصاياها صغيرا تنقش في مخيلتي رغم انني لم اعرها اهتماما

كن عاقلا

كن طيبا

حافظ على نظافة ملابسك

لا تؤذي اطفال الجيران

وصاياها المعتادة فلما اكترث لها

لم يدر بمخيلتي

انها سترحل وستبقى تلك الالعاب


كانت حين تقبلني تحتضنني وانا احاول الفرار والهرب

اخشى ان يفوتني ماتركته في تلك الغرفة

قبلاتها

احاديثها

عطرها

كانت تخبرني الكثير عنها

رغم اننا لا نلتقي كثيرا الا في تلك اللحظات من الهروب

رحلت

وكبرت وصاياها

كانت اشبه بعقاب وثواب

عقاب اننا لن نلتقي مجددا

وثواب ان سعادتها بتلك الوصايا

كبرت وكبرت تلك الوصايا

لتكون حصنا حصينا من الوقع في الزلل

اشبعت روحا فسدت نقصا فحمت طفلا ورعت شابا

هكذا كان مخطط وصاياها

خلاصة وصاياها كانت لتحمي قلاع قلبي ولتضمن عدم انحراف مساره

وصاياها درع وحينما اقلب البصر هنا وهناك اجد انه بحول الله اقوى درع

وصاياها كي تسد منافذ الشيطان وان تقي نار الفتنة حين تختارك انت وكثيرا من بين الاخرين فتجد ترياقا يقيك وحصنا يحميك

وصاياها روح طاهرة تصحح مسارك وان زللت قليلا او حدت عن الصواب

وصاياها اكتفاء ذاتي تمنع عنك النقص الذي اتخذه الاخرون وسيلة لبلوغ الغايات باي وسيلة مبررة

كانت تشدد على ان معاملة الغير بمثل مانحب ضرورة لنضمن اننا لن نسيء

كانت تحرص ان لا تتدخل في شئون الاخرين الا ان يؤذن لك

كانت تفضل الصمت اكثر من الكلام لتبقيك في غنى عن شر اللسان وآفاته

كانت تعمق مفهوم الخجل والحياء والادب لانهم اكثر من يقيك شر نفسك وغيرك

وصاياها كبرت معي

وان لم نلتقي مجددا

وبقيت في القلب لحين اللقاء

خالد الامل بقلمي