قفص الاتهام (بقلمي)

قفص الاتهام


منذ صغري وانا اسمع بذلك القفص

يحيط بك من يحيط

وكلهم يوجه لك اتهامه

وانت الاعزل بينهم

تدافع وتذب عن نفسك

اكره ان اكون في ذلك الموقف الذي يتطلب مني الدفاع عن نفسي وخصوصا ان كان الامر لا يستحق

وبين براثن الغضب وحدة الكلام تعلو الاصوات ويصبح الحوار كالمشادة ليبرر كل منا موقفه

لماذا اكون المطالب بالتبرير

اعلم ان كلماتي القادمة ستغضب الكثيرين مني

لكنها قناعة تظل خالدة في عقلي الصغير

اؤمن ان مايربطني بك هو علاقة مبينة على ماقدمته انا لك

لم يك الرابط بيننا الا تلك الاخلاق التي قدمتها انت فاحببتها انا وقدمتها انا فاحببتها انت

وعلى اساس تلك الاخلاق تكونت العلاقة وتوطدت

واعلم يقينا ان مصيري سيكون الابعاد ان ذهبت اخلاقي تلك ادراج الرياح او كانت تصنعا لاخفي خلف قناعها وجها قبيح

واعلم ايضا ان تلك الاخلاق هي شفاعتي للبقاء في عالمك

وشفاعتك انت للبقاء في عالمي

وكلما مر الوقت ..توطدت تلك العلاقة وتعمقت وتأصلت حتى انها ليشتد عودها ويقوى رابطها

هي المحامي الذي سيذب للدفاع عني لديك دون الحاجة مني للتبرير والدفاع

هي من يجب ان يصد عني كل ظن او اعتقاد مشكوك في صحته

هي صك برائتي من تهم او شكوك قد تحوم حولي من قبلك او يساورك الشك في شخصي

وإلا مافائدة اخلاقي ان لم تذب عني

ومافائدة كل تلك الفترة التي منحتك حسن خلقي ان لم يتجهم عناء الدفاع عني دون انا ضطر لاثبات العكس لك

شعور مؤلم ان تضطر للتبرير بعد كل تلك السنين التي حملت لك سجلا ناصع البياض

ولا اظن ان علاقة مبينة على الثقة والخلق السوي والقويم ولفترة طويلة تتقبل التشكيك في ثوابتها وروابطها

كثيرون


ممن اخبروني بهذا الشان فوجدت وقد اصيبوا بخيبة امل كبرى وان علاقتهم بالاخر اهتزت وتصدعت بسبب ان تلك الاخلاق لم تقم بدورها وتدافع عن اهلها

لماذا علي ان ابرهن واثبت وافند وادافع ..وماجدوى تعاملي الانيق والخلوق معك والذي جنبته الاساءة الصغرى عليك وابتعدت فيه عما لايعنيني من اجلك

الالم كل الالم ان تجد نفسك في قفص اتهام من يربطك به علاقة وطيدة

وحتى لو برهنت برائتك فلا اظن البتة ان الامور ستعود على حالها

قناعتي هنا تخبرني ان تلك الامور كالالغام ..الخطأ الاول هو الخطا الاخير

وان المساس بثوابت قدمها المرء والشك او التشكيك فيها يلزم تلك العلاقة بالنهاية

انا لا اعرفك

لا اريد منك اسمك

ولا يهمني من تكون

ولا اكترث ماهي شهادتك

كل ما اطلبه منك ان تعاملني بصدق وثقة ..فهي ما سأقدمه لك

وما ساقدمه لك هو من يجب ان يصد عني ويذب ..

واخلاقي هي من يجب ان تتحمل عناء الدفاع لا انا

والا ماجدوى علاقتنا وما ثوابتها وما ارضيتها التي نقف عليها

اتعجب من (المطاط) كيف يتحمل كل ذلك الشد

لكنه يملك حدا ليفقد حينها مرونته

كثيرون يعقتدون انهم بمجرد انهم رموا التهم ..ثم تثبتوا من الحقيقة بعدما اجهدونا في الدفاع واحيانا بذل الايمان للاقناع

ان الامور يجب ان تعود كما كانت بعد سيل من الاعتذارات

لكنهم جهلوا انهم قد ارهقوا الشعور والمشاعر وانهم قد حملوا الاحساس فوق ما يطيق وانهم قد استهلكوا الكثير من محبتهم ومعزتهم بتلك الاتهامات فحرقوها كما يحرق الورق

كلنا قد يصيبنا الشك ويجعلنا نرمي الاتهامات جزافا ..

لكننا نفتقد الى التروي والتثبت

ونحتاج ان نزن الامور بميزان العدل قبل ان نطلق الاحكام جزافا فنصيب مقتل احدهم بما لا يطيق

وتحت شعار ..اخلاقي هي دفاعي الاول

اجدني تحت تلك المظلة التي اتحمل تبعاتها

اذا لاحاجة للتبرير والتقديم ولا جاجة لطلب الادلة والاثبات طالما انك على يقين ان الاخر ممن بنيت معه علاقة اخوية سوية مبنية على الثقة الحقة

فسلوكي رصيد يزد وينقص

يعزز من احقيته كلما حوى كما هائلا من النقاء والخلق الحسن

وينقص كلما قل تواجدهما

وهو المحك الحقيقي والمحك الذي عليه يتم الحكم

لذلك

ان لم تتصد اخلاقي لكل اتهام

ان لم يدافع عني سجلي الناصع البياض معك

ان لم تتدخل سلوكياتي واحترامي لحدودي معك في حمايتي

فلا حاجة لك بي ولا حاجة لي بك

هكذا اؤمن وهكذا اعتقد

همسة السطر الاخير ..اخلاقنا خط دفاعنا االاول فإن انهارت فلا جدوى من البقاء
خالد10 بقلمي