حروفي وهمس الليل!

جميلة هي نجومك..

عليل هو نسيمك...

ساتر هو ظلامك

اطرب كثيرا لعزف هدوئك الذي يقص على مسامعي قصصه.. برغم بردك القارص الذي اتناساه مع مرور

وقتي معك

الكل يا سيدي يهرع الى النوم حالما اقترب منتصفك..واجدني انا وانت نتسامر كأن كلينا ينتظر الاخر...

نعم ايها الليل الطويل ..لدي ما احدثك به..ولديك ماترويه لي

التقينا كثيرا ...على خفية وبالسر الذي احتفظت به كثيرا ..اجدني اتقن الهروب اليك ..وحدي لانني لا

اجد نفسي الا معك وحدي ..

التقينا ...وقد رويت لك الكثير والكثير والكثير ..وفي كل مرة كنت ذلك الطفل الذي يجد في استماعك له

الحضن الابوي الذي لم يدم لي طويلا
التقينا ..فكان الحديث بيننا صمتا لن يفهمه سوانا وما اعذب حديث الصمت بين اثنين لم يتدخل الكلام بينهما ليفسد

اجواء اللقاء...
التقينا..فشهدت على احرفي في اجوائك نجوم السماء كأنها تلك الاذان المصغية بانصات على موسيقى هدوئك

...
كثيرة هي تلك الايام التي اصعد فيها الى سطح منزلنا ...حيث ال لا احد هناك..لارتقي اعلى قمة فيه في

اجواء برد قارس لا يرحم ..لم يمنعني ابدا من لقائك والنظر الى سمائك حيث الوعد ان اجد صورة امي دائما وفي

نفس الموعد .. تشرق في ظلام سمائك ...
التقينا ..لاسمعك كثيرا وعلى ماجرت عليه عادتي وعادتك الكثير من بوح الحرف ..واعلم انك لا تستمع الا

للحرف الناطق باحساس يتعدى كونه حبر على ورق ..اردده على مسامعك وارقب منك قبولك من عدمه على

نغمات نسماتك الحانية لتضع لمساتها على خد لم يجد من يمسح عليه
التقينا..وفي ظلامك اجد لنفسي الكثير من العذر ان ابدي تعابير طفولية تخصني وحدي اشاركك بها وحدك ..
التقينا لأملأ رئتاي بنسيم عليلك عله يخرج الكثير والكثير مما حبسته الانفاس ..
اشاطرك ايها الليل مع ضوء خافت جاء ليحضر السمر ويعلن انه القمر رفيقنا البعيد وصديقنا المشترك ليكمل

اجتماع لم يخلو من قلم ومحبرة واوراق تدون الحروف في امسية لم يكن فيها جمهور وتقديم وقاعة وميكروفون

وتصفيق فلسنا بحاجة الى كل هؤلاء ..بل طفولة اللقاء وبساطة الحوار..
التقينا ..لاسمعك حكايات حكى لي بها المقربون والقى على مسامعي بها المحيطون كأني انتظر منك تعليقا يطمئن

الروح ويعالج الجروح..فمعك انت اجد الكثير والكثير من المتعة والاطمئنان..
التقينا ..ويداي ترجفان وركبتاي مضمومتان الى صدري النحيل فبردك القارص لا يرحم احيانا غير ان للقاء

معك حرارته ومتعته ووقته ..
كثير منهم لا يدرك انك ايها الليل..حنون حنون ..
كثيرون من لا يعرفون اسرارك..
كثيرون من ظلموك في وصفك والخوف منك ..
كثيرون من تهكموا عليك ايها الاب الطيب والصديق الحاني ..
هم يرون في ظلامك سوادا وخوفا ..وانا ارى فيك غطاءا يجلب الدفء للروح والسكينة
هم يرون فيك الوحشة والغلظة..وانا ارى فيك الصديق المنصت والخليل الذي لا يخون..
هم يرونك بلا حياة ..وانا اجد معك الكثير من الحياة بالنسبة لي ..
الم نتبادل حديث الصامتين فقضينا معا اوقات الذكريات وكتبنا معا سطور الهمسات ..لتخرج الى النور وتحمل

النور في بوح الحروف التي تطرق ابواب القلب ..
سلهم ايها الليل ..كم استقبلت من تنهداتهم..
وكم اخفيت من دمعاتهم
وكم واريت من عثراتهم
وكم وكم وكم ..
لدي الكثير والكثير فقد اتخذتك خليلا اجلس بين يديه فالقي اليه الكثير مما وقع على عاتقي الصغير..
واصدقك القول ..قارنت بينك كمنصت يلبي النداء وبين اصدقاء فرضتهم الاقدار فوجدتك تتفوق عليهم

كثيرا..لم تكثر اللوم مثلهم ..ولم تشبع اذناي الصغيرتين بعبء انتقاداتهم..ولم اجد في هدوئك ما وجدته في

تهكمهم وغلظة طباعهم..
التقينا واعدك اننا دوما سنلتقي ..
همسة السطر الاخير..لتلقتي مع ليلك ..فلليل همس وما اعذب همس الليل
خالد10 بقلمي