انت ورسائل لم تصلك (بقلمي)

الى كل من يجيد لغة الكلام..
الى كل من يتقن الافصاح والتعبير..
او تعي وتدرك لغة اخرى ..بل لغات اخرى هي ابلغ واقوى على ايصال رسائل لا يقراها الا القلوب..
نعم..لدينا ما ان تمكنا من التحكم فيه ان نوصل رسائل مفهومة اثرها ابلغ الاثر ..
وفي مفهومي الصغير ارى ان هذه الرسائل المرسلة لا يجيد ارسالها الا من يحمل بين جوانحه قلب لايهدا نبضه هو حي وصاحبه حي ايضا..فالاحياء بقلوب ميتة كثيرون..
وعندما تجد نفسك بين زحمة المارة تجد كل منهم لديه رسائل صامتة الحديث حية التعبير تعبر اليك وربما انت لم تفهمها..
الم تلمح بريقا في عينا صديق لك قد يخبرك عن حزن داخله لم يبح به ولربما لو تحدث به لما وصفه وصف العيون الصادق..
الم تلمح في عينا من يحبك اسئلة كثيرة تخاطب قلبك وربما كان السؤال الاول والامثل هل انا اعني لك شيئا..
الم تلمح في صمت مقرب لك ان هناك رسالة وجهت اليك ولم تقراها..
الم تلمح في ابتسامة من يهمه امرك دعوة لان تكون قريبا دون ان يطلب منك ذلك..
الم تلمح في وجوم امراة عجوز تاريخا يحكي معاناتها من دون ان تتفوه به..
كل ذلك ايحاءات ورسائل تخرج للمحيط الخارجي تبحث عن من يقراها ويفك طلاسمها..
مئات بل قل الاف التعابير التي تحمل لغات خاصة لايجيد قراءتها الا من يخفق قلبه خفقا..
ومن خلال نظرة صديق او ابتسامته او عتبه الصامت تصلك رسالة قد لا تفهما فيزيد تباعدا او قد تفهما فتزيده قربا..
ومن خلال نظرة حبيب او بريق عينيه او لجوءه لصمت معاتب قد يصلك ايحاء قلبه دون ان يتحدث هو..
ومن خلال تبسمك او صمتك او نظرات عينيك قد توصل انت نفسك رسالة لن يقراها الا من اردتها ان تصله وهنا ستتضح لك صورة القلب الذي تحاوره ..
لغات كثيرة وتعابير جمة هي ابلغ في الوصف والايحاء تحمل المشاعر هدية مقدمة منك او اليك تغنيك عن الكلام والتعبير..
الا تتفق معي ان دمعة الام اصدق تعبيرا من ان تبوح بما في داخلها ..الم تكن رسالة مفعمة المشاعر لك لتخبرك عن مابداخلها..
الا تتفق معي ان صمت صديقك هي رسالة عتب ربما لم يبح لك بها ولكنهنا تخبرك عن تقصيرك انت تجاهه ..
الا تتفق معي ..ان اختصار الحبيب للعبارات واختصاره للوقت ووتكتمه لما في قلبه رسالة واضحة لتخبرك بشيء ما دون ان يسرد ما يلاقيه منك..
كلها تعابير وكلها لغات تصل من تصل وتخطيء من تخطيء..وتبقى انت بين رسائل كثيرة اجدت قراءتها واخرى تجاوزتك لم تقراها ..فكانت ردة الفعل التي تليها اقسى وأمر..
من وجهة نظر تخصني ان اصدق رسائل الانثى تعبيرا دمعتها الطاهرة لانها قيد يأسرك ان صدقت ..
ومن وجهة نظر تخصني ايضا ان اصدق رسائل الفتى صمت يلجأ اليه فيوصل به بوحه من خلال تعبير وجهه..
اذا ستفشل لغة الكلام امام كل هذه اللغات الروحية الايحاء الصادقة ..
وحقا تنبه فقد يكون حولك من يريد ان يخبرك شيئا دون ان يتحدث..
وحقا تنبه فقد يكون حولنا من فقد الامل في ان تعي شيئا يريدك انت ان تفهمه..
حتى السطور التي نجيد كتابتها قد تحمل لغة خفية ومعنى غير الذي كتبت له وهنا تكمن قدرة قلب نحمله ان يفهم ويعي ويدرك ..
كل شيء حولك يتكلم فاختر انت ماذا تسمع ولمن تسمع وكيف تسمع ..
اعدك انك لست بحاجة الى مترجم لتعي رسائل منثورة حولك ولكن بحاجة الى قلبك لكي يقوم بدور الترجمة لك..
وهنا ربما ستجد ان كثيرا من اللغات التي خاطب بها الاخرون قلبك ولم تعرها بالا..
وهنا ساخبرك الخبر...كل الذين حولك وقد بعثوا لك بايحاءات ترفض الكلام لديهم اسبابهم وانت لا تدري..
فالابتسامة منعت قلبا ان يتحدث..والدمعة منعت صوتا ان يخرج والعيون حملت رسالة ربما كتمان امرها اخف وطأة..
كلهم ينتظرون مني ومنك ومنه المبادرة ..فقد اتت الدعوة ولكن لم يجب احد..وكانت كل هذه اللغات تحمل دعوات ورجاءات ان نبادر لها دون جدوى..
دعوني اتحدث عن الام لتقريب المعنى.. لان الام مملكة من الايحاءات التي تنتشر في الاجواء ..
ففي صمتها سر وفي دموعها سر وفي تنهدها سر رفضت البوح بهم جميعا ولكنها اسرار لك انت ورسائل لك انت ولغات تكلم بها قلبها لك انت..
لغات تفوق الوصف وتخفف الحمل الثقيل وتبعث المشاعر سيلا متدفقا لتبحث عن مستجيب معين في وقت معين وفي مكان معين .
همسة السطر الاخير..دقق النظر فحولك شيئا لم تقراه ممن يهمه امرك
خالد10 بقلمي